يقول الإمام الصادق(عليه السلام) إذا نظرت إلى القبور فقل: (اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النيران).
وفي القبر تبدأ المساءلة عن أهم الأعمال والواجبات في الدنيا فعن الإمام الصادق(عليه السلام) (إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبر مطل عليه ويتنحى الصبر ناحية فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة والزكاة والبر: (دونكم صاحبكم فإن عجزتم عنه فأنا دونه)(32).
وهكذا تعود الروح إلى البدن كما تعود القوة الكهربائية لجهاز التبريد بعد انقطاعه فترة زمنية أو جهاز الهاتف فالروح بمثابة القوة الكهربائية للبدن فتحل الروح بالبدن في القبر فترة التساؤل فيجلس الميت ويرد على الأسئلة الموجهة إليه ثم تخرج الروح كما في الروايات الكثيرة منها:
عن الإمام زين العابدين(عليه السلام): (كأن قد أوفيت أجلك وقبض الملكُ روحك وصرت إلى منزل وحيداً فرداً إليك فيه روحك واقتحم عليك فيه ملكاك: منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك ألا وإن ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده وعن نبيك الذي أرسل عليك وعن دينك الذي تدين به وعن كتابك الذي كنت تتلوه وعن إمامك الذي كنت تتولاه ثم عن عمرك فيما أفنيته ومالك من أين اكتسبته وفيما أتلفته فخذ حذرك وانظر لنفسك واعد الجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار).
وفي الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): (ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله فيقولان له: وما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول: هو رسول الله..).
أما رواية الإمام الصادق(عليه السلام) فتقول: (يسأل الميت في قبره عن خمس: عن صلاته وزكاته وحجه وصيامه وولايته إيانا أهل البيت فتقول الولاية عن جانب القبر للأربع ما دخل فيكن من نقص فعلي تمامه(33).
فإن كانت أعماله إيجابية في الدنيا فإجابته ستكون كذلك وتنتقل روحه إلى النعيم حيث الصالحين والمؤمنين في الروضة المباركة وتبدأ فترة الانتظار ليوم المحشر وأما لو كانت أعماله في الدنيا سلبية غير صالحة فإجابته ستكون كذلك فتنتقل روحه إلى الجحيم حيث المجرمين والمنافقين كذلك ينتظرون الساعة للحساب الأكبر يوم المحشر.
قال سبحانه: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون).[سورة المؤمنون: الآيتان 99
والسموحة منكم